dimanche 7 septembre 2014

الاب سمير خليل اليسوعي عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام: "ما يقومون به هو شيطاني"



الاب سمير خليل اليسوعي عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام: "ما يقومون به هو شيطاني"
مقابلة مع باحث رئيسي في الإسلام يحلل تصرف الجهاديين المتطرفين

بقلم إدوارد بنتن

لبنان, 4 سبتمبر 2014 (زينيت) - ما أسباب هذا الغضب القاتل الذي تضطلع به القوات الجهادية للدولة الإسلامية في العراق والشام؟ انحدار في القيم الأخلاقية في الغرب بالإضافة إلى تاريخ من الغزو العنيف في الإسلام هما يتخفيان وراء الوحشيات "الشيطانية" التي يقترفها الجهاديون الإسلاميون في العراق والشام من بينهم العديد غير المتعلمين والواقعين تحت رحمة الدعاة الأصوليين.

هذا ما أشار إليه الأب سمير خليل سمير اليسوعي، باحث رئيسي في الإسلام وطالب سابق تتلمذ على يد الأستاذ جوزف راتزينغر. إنها مقابلة تم تسجيلها على الهاتف في 30 آب من بيروت مع الأب سمير، المصري الأصل ناقش فيها كيف التعصب الطائفي والإسلامي عزز "صراع الحضارات" وكيف أنّ التعليم هو أمر أساسي في القضاء على آفة التطرف وما إذا كان الدولة الإسلامية في العراق والشام ستدوم في المستقبل.

إلى أي مدى موّل هذا الانحدار في القيم الأخلاقية في الغرب وسخريتهم هذا النوع من التطرف الإسلامي؟

هذه نقطة بالغة الأهمية، والناس ليسوا مهتمين بها في الغرب. إذا عدنا قليلاً إلى الوراء، منذ وقت بعيد، كان الغرب مرتبطًا بالحداثة والابتكار الفني. فمثلاً، دخلت مصر مرحلة الحداثة في منتصف القرن التاسع عشر حتى وصلت إلى القرن العشرين كأبعد حدود. كان المصريون يحاولون أن يتكيّفوا مع الحضارة الغربية. لقد نظروا إليها كحداثة لأنّ كل شيء كانوا يستخدموه ويريدوه، يأتي من الغرب الذي كان يُنظَر إليه بالمسيحيين. إنما في الآونة الأخيرة، أعطى الغرب صورة رديئة عنه بالأخص في موضوع التحرر الجنسي. فمثلاً، تعتبر المثلية الجنسية بالأمر العادي اليوم في الغرب. أصبحت بديلاً عن العلاقات مع الجنس الآخر ولم تعد العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة بمقدسة.

عندما كنت أذهب إلى مصر، كنت أُسأل: "هل صحيح أنّ الرجل والمرأة يمارسان الجنس في العلن؟" قلت: "لا، هذا ليس صحيحًا" إنما هذه الصورة التي كانوا يكوّنها عن الغرب. ثم أتت حرب الخليج والعراق التي كان يُنظَر إليها بأنها ضد الإسلام.

هل تعتقد بأنّه كان غالبًا ما يُنظَر إلى هذه الحروب كدفاع عن الفجور المتزايد في الغرب؟

نعم، كان يبدو وأنّ الغرب يفرض فوقيته؛ والحروب أكانت صائبة أم لا يُنظر إليها بأنها آتية من الولايات المتحدة وإسرائيل. إنما ردّة الفعل على فجور الغرب كانت واضحة. كل شيء يتعلّق بالحداثة يُنظر إليه بنظرة خاطئة من قِبل هؤلاء الأشخاص وأنا أعني بهم الإسلام.

هل تظنّ أنّ هذا الاتجاه هو مرتبط أيضًا بهذا النوع من الغضب الكامن في قلوب الإسلاميين المتطرفين ضد الغرب بكونهم لم يكونوا أوفياء لجذورهم المسيحية؟ هل كانوا سيحترمون الغرب أكثر لو حافظوا على جذورهم المسيحية؟

إنّ صورة الغرب ممزوجة في عقول الإسلاميين المتطرفين بالخطيئة والأمور السيئة والسلطة الخاطئة. إنما في الوقت نفسه، كل شخص يستخدم المنتجات الغربية بالأخص التكنولوجيا. إنهم يشعرون بنوع من العدائية لأنّ الغرب يبدو وأنه يسيطر على العالم مما يمكن أن يكون قوة للخير إنما هم ينظرون إليها كهيمنة وليس كتقدّم. لذا هم يميلون إلى العودة إلى القرن السابع ميلاديًا حيث كانوا يشعرون بأنهم الأفضل في وقت النبي محمد. كنت أشاهد بعض أشرطة الفيديو عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وهذا أمر لا يُصدّق. يقومون بكل شيء ويقولون "الله أكبر" قبل القيام به، يضعون كل شيء بين الله ودعوة الإسلام. حتى لو يقومون بقتل الأبرياء، يقولون "الله أكبر" هؤلاء الإسلاميون عادوا إلى القرن السابع بالأخص بطريقة جذرية وفي الحرب. شاهدت فيديو يشرح بأنّ الخلافة هي الحل الوحيد وسوف يتحقق ذلك بالسيف. لذا فهذا رفض للقيم الأخلاقية الصادرة عن الغرب ولسيطرته. الغريب بأنهم يستخدمون العنف ضد بعضهم البعض لأنّهم يسمون كل من لا يوافقهم بالكافر ويُسمح لهم بقتله.

إلى أي مدى يبدو سبب التعصب إلى هذا التطرف بالعقيدة وبالقوة المعنوية متناقضًا مع المجتمعات ذات الغالبية علمانية التي هيمنت عليها النسبية الأخلاقية؟ هل هذا صراع التناقضات؟

إنّ مسألة النسبية تتخفى وراءها بالطبع. إنّ هذه المجموعات متطرفة؛ هذا يعني أنهم يتظاهرون بأنهم يميّزون الصح من الخطأ ويعرّفون عنه. هذا يشمل حتى أصغر الأشياء كطرق التصرف والوعود الجنسية التي يقومون بها لأولئك الذين يذهبون إلى الجنة. هذا أمر لا يُصدّق! لقد رأيت اليوم على اليوتيوب مشهدًا يبيّن مئات الأشخاص يصغون إلى الواعظ في المسجد وكان يصف كيف ستكون الجنة. إنّ كل مسلم جيد سيحصل على زوجته لمدة 70 عامًا بالإضافة إلى 72 حورية من المستوى الرفيع وكل حورية تملك 72 جارية يمكنه أن يستعين بها وهلم جرا. كان الواعظ يبتسم ويقول: "هذه هي جنتنا" هذا أمر لا يصدق... كل شيء واضح بالنسبة إليهم: "هذه هي الطريقة لتقوموا بذلك" وكل ما لا ينظر إلى الأمور مثلهم يكون كافرًا. منذ 7 سنوات، عُقد اجتماع في المملكة العربية السعودية من تنظيم ملك إصلاح الإسلام. وكانت النقطة الأساسية التي كانوا يتداولون فيها هي إيقاف التكفير بما معناه أنّ الآخر هو كافر. إنّ التكفير يُستخدم كل يوم في كل شيء. كل شخص لا يقوم بالأمور مثلهم يكون كافرًا ويقولون: "يحق لنا أن نقتله".

هل تقول بإنّ العلاقة بين النسبية الأخلاقية المتزايدة في الغرب وهذا التعصب هو ما كان يحذّر منه بندكتس السادس عشر في خطابه الشهير في ريغينسبورغ في العام 2006؟

إنّ العلمانية من مجتمع مدني وحرية دينية وحرية الضمير كانت تتداول منذ قرنين في الغرب. لذا لكي تفهم ذلك، عليك أن تختبر الثقافة الغربية قليلاً حيث يختلف الدين عن الدولة والأخلاق والسياسة. إنما مزيج كل هذا هو ضعف وقوة الإسلام. كل شيء هو ويمكن أن يكون إسلاميًا. تأكل إسلاميًا، ترتدي إسلاميًا وهذا ما يمنحك القوة، قوة لا تصدق، إنما تضع حواجز أيضًا. لا يمكنك أن تفهم نظرية أخرى وهذه هي المشكلة. إنّ العلمانية وبحسب ما يشير إليها البابا بندكتس السادس عشر في خطابه الشهير في ريغينسبورع هي شيء عالمي حيث يوجد متسع للجميع ولكل الأديان الأخرى أو لعدم الإيمان. إنها تشمل حرية التفكير وحرية الضمير، حرية تغيير الدين، إلخ. وهذا ما ليس معروفًا لدى الثقافة الإسلامية وغير مقبول. ولكنه شيء أساسي للعيش معًا في مجتمع متحضّر.

الناس لا يفهمون ذلك. يقول المتطرفون الإسلاميون: "نحن نحترم وندافع عن حرية الدين" ثم يجبرون المسلم بأن يبقى مسلمًا ولا يمكنه أن يهتدي إلى دين آخر. ولكنني أقول: "أين هي إذًا حرية الضمير؟" ثم يقولون: "نعم، ولكنّ الحرية هي بألا نقوم بشيء خاطىء". إذًا نحن نتحدّث بلغتين مختلفتين ونعيش في عالمين مختلفين. وتجد في الإسلام، المسلمين المعتدلين الذين يسخر منه المتطرفون أو يتعاطون معهم بعنف. إنّ المسلمين المتحررين هم مفكرون ليس إلاّ ويضمون حوالى مليون شخص ولكن هذا لا شيء بالنسبة إلى مليار ونصف مليون مسلم.

أما الأمر الآخر المهم هو أن نلاحظ الافتقار إلى التعليم. في مصر، يوجد 40% من الأميين ما يعني حوالى 35 مليون مصري. لا يمكنهم أن يكتبوا أسماءهم. والأمر نفسه نجده في المغرب ونجد 50% منهم في اليمن. لذا فتوجيههم الوحيد هو الدين كما يعبّر عنه الواعظون القادرون على اقتباس القرآن والأحاديث النبوية وهي من الإسلام الأصيل. إنّ غالبية المسلمين مصدومون من أعمال هؤلاء الإرهابيين إنما الكثير ينعتهم بالإسلاميين الأصليين والقليل القليل يتحدّث ضدهم.

- يتبع - 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Bienvenu