jeudi 26 mars 2015

أردوغان يستفز الأرمن... كيف يردون؟

أردوغان يستفز الأرمن... كيف يردون؟

أردوغان يستفز الأرمن... كيف يردون؟

خاص "ليبانون ديبايت" - لارا الهاشم:

لم تمح السنوات المئة من ذاكرة الارمن مجازر السلطنة العثمانية بحق اجدادهم. مجازر ابادت مليون ونصف ارمني بين الـ1896 و1915.

في 24 نيسان من كل عام يستذكر الارمن 600 مفكر ارمني شهيد اعتقلتهم السلطات العثمانية في 23 نيسان 1915 واعدمتهم في اليوم التالي. لكن المفارقة في الذكرى المئوية للابادة الارمنية المصادفة هذا العام والتي لم تعترف بها تركيا بعد، ان الاخيرة تحتفل في التاريخ عينه بالذكرى المئوية لمعركة غاليبولي، وهي معركة دامت اشهراً، انتصرت فيها السلطنة العثمانية على الحلفاء في الحرب العالمية الاولى في 18 اذار 1915 وشكلت نقطة تحول لقيام الدولة التركية الحديثة.

وفي موازاة دعوة الدولة الارمنية رؤساء وقادة الدول في العالم لاحياء الذكرى المئوية للابادة ولحضور مراسم تقديس الشهداء التي يترأساها كاثوليكوس بيت كيليكا ارام الاول وكاثوليكوس سائر الارمن كاريكين الثاني في حضور رجال الدين الارمن، دعت تركيا رؤساء دول وحكومات 102 دولة للمشاركة في احياء انتصارها على الحلفاء في معركة غاليبولي. وذلك بعد نحو شهر من الذكرى الفعلية للمعركة.

المستغرب هو اختيار تركيا التاريخ عينه المتعارف عليه لاستذكار الابادة الارمنية: فقد جرت العادة ان تحتفل بانتصار "غاليبولي" في 18 اذار وليس في 24 نيسان.

نائب الامين العام لـ"حزب الطاشناق" أفيديس غيدانيان يعتبر في حديث إلى موقع "ليبانون ديبايت" انها محاولة من الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان "للتشويش على المراسم القائمة في ارمينيا لاحياء ذكرى الابادة، والتي تضع الاصبع على الجرح، ولاحراج قادة الدول في تلبية الدعوة الارمنية".

وفي معلومات غيدانيان ان "الرئيسين اللذين اكدا حتى الساعة حضورهما الى ارمينيا هما الفرنسي فرنسوا هولاند على رأس وفد مؤلف من 120 شخصا والروسي فلاديمير بوتين".

واذا كان احراج الدول هو المقصود فيبدو ان ذلك نجح في لبنان، اذ اكد غيدانيان ان "الرئيس تمام سلام سيرسل وفدين: الاول الى ارمينيا والثاني الى تركيا. فيما رئيس مجلس النواب نبيه بري سيرسل وفدا الى ارمينيا فقط برئاسة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري.

بكل رقي يتقبل اللبنانيون الارمن ردة الفعل اللبنانية الرسمية على الدعوة التركية، اذ يعتبر غيدانيان انه ليس من حقهم فرض اي قرار على الدولة "فموضوع الابادة انساني وليس طائفياً او مذهبياً ونحن لا نطالب بالعداء بل باحقاق الحق والاعتراف بها".

لكن تبقى لهم امنيتان: "الاولى وجود رئيس للجمهورية يمثل لبنان، والثانية مشاركة الرؤساء شخصيا بذكرى الابادة الارمنية لاسيما وان الارمن يشكلون مكونا اساسيا في المجتمع اللبناني وطائفتهم هي من السبع الاساسية فيه".

بدوره، وفي حديثٍ إلى موقع "ليبانون ديبايت"، اعترف وزير البيئة محمد المشنوق انه ارمني التوجه، لافتاً الى ان الدعوة لم تطرح على طاولة مجلس الوزراء لكنه لو سئل عن رأيه فهو يفضل ان "يطالب لبنان باعتذار معلن ورسمي باسم الشريحة الارمنية اخوتنا في المواطنة لانهاء مأساة قديمة".

ورأى أنَّ الاعتراف بالمجزرة يحتاج الى موقف تركي شجاع وجريء يعتذر فيه عن مأساة باتت من الماضي، لفتح صفحة جديدة بين الجارتين. واذا كان لا بد من وجود لبنان في الاحتفال التركي فهو بنظر وزير البيئة للمطالبة بطيّ الصفحة القديمة وليس للاحتفال بشكل مواز يستفز شركاء في الوطن.

في الذكرى المئوية للابادة الارمنية سيخرج الاف الارمن حاملين شعلة شهدائهم. من تُسمع اصوات صريرهم وانينهم حتى اليوم، اصوات المحارق والبكاء والتجويع. وسيحتفل اردوغان بانتصار الامبراطورية العثمانية التي حكمت اكثر من اربعمئة عام بالاستبداد. المطلوب ليس التنكر للتاريخ طبعاً، لكن المطلوب هو عدم تكراره، فللاستبداد اوجه كثيرة منها قهر النفوس.


Envoyé de mon Ipad 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Bienvenu