dimanche 29 décembre 2013

سلفيّو طرابلس يَصِفون شطح بالملحد والمرتد والاغتيال لا يعنيهم

سلفيّو طرابلس يَصِفون شطح بالملحد والمرتد والاغتيال لا يعنيهم

لا تزال طرابلس تعيش اجواء الحزن والغضب جراء استشهاد ابن المدينة الوزير السابق محمد شطح، حيث التجوال في شوارع طرابلس واحيائها يشير الى ان الطرابلسيين متأثرون الى حد بعيد بفقدان ابنهم بما كان يمثل من رمز التواصل ما بين كل الاطراف لا سيما بقي على تواصل مع الرئيس ميقاتي رغم القطيعة التي شهدتها علاقة ميقاتي مع تيار المستقبل، وفي الوقت الذي كانت فيه صقور المستقبل تشن حملة شعواء عليه.

الطرابلسيون المعتدلون والوسطيون في اوساطهم يعتبرون اغتيال شطح هو خسارة لهم، فيما لم يصدر عن القوى السلفية اية ردة فعل تجاه هذا الاغتيال حتى ان بعض السلفيين يصفون شطح بالملحد والمرتد، نتيجة مواقفه تجاه الموجات التكفيرية، بالرغم من صدور بيان من تيار اهل السنة وهو تيار سلفي وبيان اخر من الشيخ عمر بكري ركزا في بيانهما على نفي علاقة ما يسميانه بالقوى السلفية الجهادية بعملية الاغتيال دون اي مضمون استنكاري للجريمة الارهابية بل وتوافقا في بيانهما على توجيه اصابع الاتهام الى سوريا الحكومة والى حزب الله.

السلفيون في طرابلس لا يعنيهم من قريب او من بعيد اغتيال الوزير شطح حتى ان اوساط هذه القوى اعتبرت ان حزب الله وحده خسر شطح نصيرا لمواقفه حيال القوى الجهادية ووصفها بالقوى التكفيرية، ولوحظ ان القوى السلفية بطرابلس في هذه الايام في جانب كبير منها باتت توجه رسائل النقد اللاذع لحزب المستقبل معتبرة انه تيار علماني، وما حصل من ردات فعل على الساحة الطرابلسية حيال الجريمة الارهابية التي ادت الى استشهاد شطح اقتصرت على المجموعات الدائرة في فلك المستقبل وفي فلك نواب طرابلس الذين يحتضنون المجموعات وعلى رأسها قادة المحاور، وفي اللحظات الحرجة تكثفت الاتصالات لوقف الممارسات التي كادت ان تؤدي الى اندلاع جولة جديدة من العنف، وسرت شائعات كثيرة منها ان الجولة المنتظرة والمتوقعة لا بد ستحصل بعد انتهاء مراسم الدفن وتقبل التعازي في بيروت وفي طرابلس، وان حالة الغليان لدى هذه المجموعات تم ضبطها ريثما تنتهي هذه التعازي وبانتظار ما سيصدر عن قيادة المستقبل من قرارات، وحتى ذلك الوقت فان الانظار تتجه الى التحقيقات الجارية لكشف ملابسات الجريمة، بالرغم من ان رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة بعد الاجتماع الطارئ الذي عقدته قوى 14 اذار ورموز هذه القوى انهت تحقيقاتها قبل ان تبدأ واصدرت احكامها واتهاماتها بعيدة عملية الاغتيال بساعتين فقط في سرعة قياسية غير مسبوقة وكأن لائحة الاتهامات كانت جاهزة ومعدة سلفا، الامر الذي تعتبره الاوساط السياسية ان هذه الاتهامات غايتها التأثير على مجرى التحقيقات وعلى القضاء ولايجاد مبررات لتشكيل حكومة امر واقع تحت ضغط واقع الحال.

في ظل هذه الظروف التي تعيش الساحة اللبنانية عامة بدت طرابلس يوم امس السبت تستعد للمشاركة في مأتم الشهيد شطح في بيروت رغم ان اقرباءه كانوا يفضلون ان يكون التشييع في مسقط راسه طرابلس، والعمل بوصيته بأن يدفن الى جانب والدته، لكن مقتضيات التوظيف السياسي ادت الى اقرار فكرة التشييع والدفن بالقرب من مدفن الرئيس الشهيد الحريري، بينما كان البعض يرى ان التشييع في طرابلس كان يمكن توظيفه سياسيا بشكل مثمر غير انه وبعد مشاورات انتهت الى ان واقع طرابلس حيال حزب المستقبل وقوى 14 اذار لم يعد كما كان في سابق عهده وان الشارع الطرابلسي بات ممسوكا من القوى السلفية، وقد يكشف التشييع في طرابلس باكرا حالة الانحسار الشعبي للمستقبل امام تمدد الحالة السلفية والاصولية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Bienvenu